وادي عارة – في اليوم الأول لمخيم التعايش، نزع الأطفال إلى البقاء مع الأصدقاء الذين يعرفونهم (اليهود مع اليهود والعرب مع العرب). إلا أن صداقات جديدة كانت قد بدأت تتشكل مع حلول اليوم الثاني، وبدأ الأطفال يتفاعلون في مجموعات مختلطة.
أنهى برنامج "كرة القدم من أجل السلام" مؤخراً أنجح مخيماته حتى الآن، وهو مخيم كرة القدم السنوي الثالث للأطفال العرب واليهود في إسرائيل؛ مخيم التعايش 2007. ويشكل المخيم مهمة مشتركة مع جمعية مكابيم ومركز كيبوتز بركائي لكرة القدم والسلام والتعايش. منذ عام 2005 جمع برنامج "كرة القدم من أجل السلام" بين الأطفال العرب واليهود في إسرائيل من خلال مخيمات كرة القدم الليلية. يقدم برنامجنا الابتكاري كنموذج لتعليم التعايش، يقدم للأطفال فرصة نادرة للقاء على أساس منتظم وعلى أسس متساوية لإيجاد لغة مشتركة من خلال النشاطات التي يستمتعون بها. ويتحدى الحوار والنشاطات الاجتماعية والثقافية المشاركين ليتعرفوا على ويفهموا ويحترموا الخلافات الموجودة بين شعوب إسرائيل. من خلال زرع بذور الاحترام والتسامح والسلام في أطفالنا يتمكن برنامج "كرة القدم من أجل السلام" من رعاية وزرع هذه البذور عبر حياة بأكملها.
يبدأ نموذج برنامجنا بمخيم يستمر خمسة أيام بلياليها، لكرة القدم يتدرب فيه أطفال يبلغون العاشرة والحادية عشرة من العمر معاً في فرق مشتركة لكرة القدم. وتنضم هذه الفرق في الخريف إلى رابطة ونسافر عبر منطقة وادي عارة في إسرائيل. هذه الرابطة تضم الفرق المشتركة الوحيدة. ويعود المشاركون في كل صيف إلى المخيم ويشتركون مرة أخرى في برنامج ما بعد المدرسة. يمكن للأطفال البقاء في البرنامج لمدة سبع سنوات، وهي فترة كافية لهم لتشكيل مواقف وتوجهات تبقى معهم طوال حياتهم، من القبول المتبادل. نأمل بأن نوسّع البرنامج سنة بعد أخرى حتى يمكن لمشاركي برنامج "كرة القدم من أجل السلام" أن يكونوا جزءا من حياة بعضهم بعضاً اليومية حتى يبلغوا سن السابعة عشرة.
إضافة إلى كرة القدم يشارك الأطفال في العديد من النشاطات الاجتماعية والتعليمية ويتعلمون عن أنفسهم وعن بعضهم بعضاً. وتقوم بإدارة الأنشطة التعليمية مؤسسة كاليدوسكوب وهي منظمة إسرائيلية لا ربحية تسعى إلى تطوير كفاءات إجتماعية وعاطفية والحد من السلوك العدواني وتشجيع قبول الآخر. وقد كان لهذه النشاطات وقع قوي جيد على الأطفال. عند سؤالهم "ماذا تعلمتم عن أنفسكم؟ ارتفعت أيدٍ عديدة إلى الأعلى. "تعلمت أنني أحب التعلُّم في هذه الغرفة الصفيّة!" قال أحد الأولاد. "نحن جميعاً أسرة واحدة" قال مشارك متأثر آخر.
سمحت النشاطات الاجتماعية: مثل السباحة اليومية، للأطفال أن يبقوا معاً ببساطة، وأعطت عقولهم فترة إستراحة من كرة القدم والنزاع العربي اليهودي. تلك هي الفترة التي ازدهرت فيها الصداقة بحق. قمنا بزيارة في أحد الأيام لمسجد سخنين وكنيس يهودي في كفار بينس، الأمر الذي أعطى المشاركين فرصة ليتعلموا عن تواريخ ديانات وثقافات بعضهم بعضاً. كما زار الأطفال حديقة حيوانات أسترالية حقيقية وركبوا الأطواف في نهر الأردن. وفرت لهم الدروس التي تعلموها في كل من الميدان والغرف الصفيّة منبراً للاستمتاع بهذا الوقت كأصدقاء حقيقيين.
عند انتهاء المخيم، كان الأطفال سعيدين لذهابهم إلى بيوتهم، وحزينين لتركهم المخيم.
"لا أريد أن ينتهي المخيم".
"لقد تعلمنا الكثير حقاً عن حقيقة من نحن".
"سعدت لمقابلة الأطفال من الفريق الآخر"
"لقد قابلت أصدقاءً جددا، لا مجال لمقابلتهم في ظروف أخرى".
عند سؤالهم إذا أرادوا العودة السنة القادمة ارتفعت جميع الأيدي في الهواء. رغم حزنهم للوداع، غادروا المخيم وهم يعرفون أنهم سيصبحون فرقاً مرة أخرى في أيلول/سبتمبر عندما يبدأ برنامج "كرة القدم من أجل السلام" بعد الدراسة.
ليست هناك حدود لإمكانات برنامج "كرة القدم من أجل السلام". رغم أن النزاع متواجد في كل زاوية من العالم، كذلك كرة القدم، أكثر الرياضات مشاهدة ولعباً في العالم. يشكل المشاركون في برنامج "كرة القدم من أجل السلام"، يُوحدهم حبهم للّعبة، علاقات عضوية تتضمن الثقة والاحترام الضروريين للحوار البنّاء. بهذا المبدأ المرشد، يؤمن البرنامج بأن بإمكان الرياضة أن تشكل مجازاً ومركبة للسلام في عهدنا.
الرئيسية
0699393557
أحدث الصور
!!تنبيه !!
